في منطقة "تونكت" التابعة لمحافظة تطاوين جنوب تونس، اختار مواطن تونسي أن يجعل من قلب الصحراء التونسية مكانا لتربية الأسماك، متحديا بذلك الظروف المناخية القاسية والطبيعية الصعبة، فحقق خطواته الأولى في النجاح وبدأ في الإنتاج.
الفكرة بدأت منذ شهر مارس من العام الماضي، حين تلّقى الخمسيني يحيى التونكتي اقتراحا من إحدى الجمعيات المحلية بإقامة مشروع لتربية الأسماك في الصحراء، لكنها لم ترق له في البداية وأبدى شكوكه بإمكانية نجاح مثل هذه المشاريع، بحكم معرفته بالبيئة الجغرافية للمنطقة المعروفة بمناخها الجاف وحرارتها المرتفعة، لكنه في النهاية قرر تحدي هذه العوامل وخوض المغامرة، رغم التحذيرات التي تلّقاها.
ويقول التونكتي في حوار مع "العربية.نت" في هذا السياق إنه "ليس من السهل تقبّل فكرة #تربية_الأسماك في منطقة صحراوية تبعد عن البحر مئات الكيلومترات، زد على ذلك استغراب ودهشة الناس هنا التي لم تشجعني على خوض هذه التجربة"، لكن قناعته بأن لا شيء مستحيلا جعلته يندفع لتنفيذ المشروع خاصة بعد أن تلقى دعما ماديا من الجمعية.
اختار التونكتي المساحة المحيطة بمنزله لتركيز مشروعه، فقام ببناء أحواض خاصة بتربية الأسماك وتوفير المياه عن طريق حفر بئر سطحية، قبل أن يشتري سمكا صغيرا عبارة عن يرقات من شركة متخصصة ببيع الأسماك في مدينة جربة، ووضعها في الأحواض مع الاهتمام بها بمساعدة ابنه محمد الذي قام بعدة دورات تدريبية في مجال تربية الأسماك.
وبسبب المناخ الصعب الذي تتميز به المنطقة، اختار التونكتي أن يختص بتربية سمك البلطي النيلي لأنه يفضل العيش والنمو في درجات الحرارة المرتفعة ويتحمل الظروف الطبيعية القاسية. وأكد في هذا الجانب أنه، "يضطر في فصل الشتاء إلى تغطية الأحواض بغطاء بلاستيكي من أجل المحافظة على درجة حرارة معتدلة للأسماك".
الفيديو :