فاجعة حادث إنقلاب حافلة بعمدون: تونس تدفن شبابها |
تُشيّع تونس اليوم الاثنين 2 ديسمبر 2019 شبابا في عمر الزهور كانوا قبل ساعات يحتفلون ويحلمون بقضاء يوم سعيد دون أن يتخيلوا أنها ستكون لحظاتهم الأخيرة.
26 شابّا وشابة في عمر الزهور يوارون اليوم القبور..أصدقاء وأحبة وأشقاء تقاسموا لساعات أحلاما وذكريات في رحلة ترفيهية في ربوع الشمال الغربي ولم يكن يدور في خلدهم أن الموت سيكون أسرع من أحلامهم وأن صورهم المخلدة للجهة ستكون الأخيرة.
نبأ تلقيناه جميعا بقلوب يعتصرها الألم والحزن وبوجع ألقى بظلاله فغابت الحروف وانتهت الكلمات بعد أن خطف الردى 'أبناء' رحلوا تاركين لوعة في صفوف من عرفهم من قريب أو بعيد.
فاجعة أبكت الكثيرين أعقبها فيض من التصريحات لعديد المسؤولين اكتشفوا أخيرا تهميش الشمال الغربي واهتراء بنيته التحتية، ونقص المعدات بمؤسساته الصحية. تصريحات تعودنا عليها، تبرز مع كل كارثة جديدة نعيشها.. سرعان ما يلفّها النسيان.
وزير التجهيز نور الدين السالمي أراد اليوم أن يكون صريحا مع التونسيين ليعترف بعدم توازن الجهات.. ووزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ تحدثت عن آلة 'السكانير' المعطبة بمستشفى باجة منذ 3 أشهر، لتعلن بالمناسبة إطلاق طلب عروض لإقتناء 11 وحدة من هذا التجهيز سيتم تركيزها خلال ديسمبر الجاري في مختلف المستشفيات ومن بينها مستشفى باجة.
هل كتب علينا في تونس أن ننتظر الكوارث لنشاهد على إثرها تحركات المسؤولين وإعلانات عن حلول وإجراءات هي أشبه بالتفاعلات الآنية من برامج مخطط لها تقي تونس وشبابها مثل هذه الفواجع.
هل علينا أن نعيش كارثة أخرى حتى نقر بأن عددا من الجهات لازالت تنتظر لفتة من السلط منذ عقود؟ وهل كان علينا أن ننتظر أن تنهي هذه الطريق المعروفة بـ'طريق الموت' حياة الكثيرين حتى نفكر في بناء جسر بديل؟
اقتباس من : موزاييك اف ام