ظاهرة التسول ليست جديدة على مجتمعنا لكن تشهد خلال السنوات الأخيرة تنوعا في طبيعة الأشخاص حيث أصبحت تستهوي وتستقطب مختلف الفئات الاجتماعية وليس الفقراء منهم فقط هذا بالإضافة إلى احتراف تقمص شخصيات مختلفة، حيث لفت انتباهنا أثناء الحديث مع من اشتغلوا على هذه الظاهرة أن بعض المتسولين كونوا شبكات وعصابات لتوسيع نشاطهم، لكن الخطير في ما يجري استغلال الأطفال.
وبات لا يقتصر التسول في تونس على الشوارع والأنهج بل أصبح هناك صنفا آخر من التسول "الافتراضي" عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال كتابة تدوينات أو مقاطع "فيديو" تحكي وضعيات عائلية أو نشر بعض الآيات القرآنية التي تحث على الصدقة، كما يتم استغلال بعض المرضى لإثارة التعاطف والغرائز الإنسانية للوصول إلى الهدف المرسوم.
رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والإعلام:عدد المتسولين تجاوز 5 آلاف منهم 15 بالمائة فقط من الفقراء.
اعتبر رضا كرويدة رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان لـ"الصباح"أن التسول ليس ظاهرة مرتبطة بالوضعية الاقتصادية للمتسولين، لأن نسبة الفقراء من مجموع المتسولين لا تتعدى 15 بالمائة، كما أن الشباب يمثل 25 بالمائة من مجموع المتسولين في تونس الكبرى وعددهم يصل إلى 4 آلاف متسول في الأربع ولايات تونس وأريانة ومنوبة وبن عروس.
وحسب كرويدة فإن عالم التسول ضم مختلف فئات المجتمع وجميع الأعمار مع العلم أن عدد النساء يمثل 60 بالمائة من المتسولين، كما أكد رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والإعلام أن التسول تحول إلى مهنة تدر أموالا طائلة على هذه الفئات.
وأشار إلى أن عدد المتسولين يتزايد يوما بعد آخر وتشير بعض المعطيات غير المؤكدة إلى أن عددهم أصبح يتعدى الـ 5 آلاف متسول في كامل تراب الجمهورية، محذرا من ظواهر خطيرة كالتغرير بالأطفال والمتاجرة بالعواطف من خلال إقحامهم في هذا العالم حيث يتم توزيعهم على الشوارع الرئيسية، وأغلب الأطفال الذين يتم استغلالهم في التسول ليس من قبل عائلاتهم بل من قبل بعض الشباب.
وفي نفس السياق أفاد كرويدة أن الأفارقة دخلوا على الخط وهم يمتهنون التسول ويستغلون الأطفال للحصول على "الصدقة"، كما أنهم يستعطفون المارة خاصة وأن أغلبهم غادر بلده بسبب الفقر والجوع.
وقد أكد رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان والإعلام أن بعض المعاينات التي قامت بها الجمعية كشفت أن بعض المتسولين يتوافدون على المطاعم والمقاهي للتسول وبعضهم يصر على الحرفاء وهذا تم التأكد منه من خلال معاينات عديدة.
كما أفاد بأن هذا العالم أصبح يستهوي العديد من الفئات وحتى ميسوري الحال لأنه يدر عليهم أموالا طائلة "فغلّة يوم" واحد كما يسميها البعض تصل إلى 150 دينارا، وقد أكد ذلك العديد من أصحاب محلات بيع الفواكه الجافة "الحماصة" لأنهم يقومون بتحويل أموال التسول "الصرف" إلى أوراق نقدية.
وأضاف أن عائدات المتسولين خيالية، وأصبح الكثير منهم يتحصل على المال بأشكال مختلفة، فمنهم من يتسول الدواء وعند الحصول عليه يتم إعادة بيعه إلى نفس الصيدلية طبعا مع فارق ضئيل في الثمن كما أن بعض النساء يستعطفن المارة لشراء الحليب لأطفالهن خاصة إذا كانت المرأة تحمل رضيعا وتمت مشاهدة العديد منهن وهن بصدد إعادة بيع الحليب لنفس محل بيع المواد الغذائية.
وقد خبر من لهم تجارب وتاريخ في عالم التسول عديد الحيل لكسب المال حيث أن العديد من الشباب يستغلون أطفالا قصرا من وراء عائلاتهم لجني المال.
الفيديو :
Tags:
وطنية