تضمّ تونس مجموعة هامة من الجزر المتوسطية الخلابة التي تسرّ الناظرين سواء قبالة سواحلها الشمالية أو الشرقية باعتبار إطلالتها على واجهتين بحريتين، يراها البعض ثلاث بالنظر إلى شبه جزيرة الوطن القبلي، التي يحيط بها البحر من ثلاث واجهات.
وهذه الجزر منها ما هو غير مأهول بالسكان على غرار زمبرة، زمبريتا وقوريا وغيرها، والتي يذهب إليها ويرتادها المصطافون والسياح وهواة المغامرات، ومنها ما هو مأهول ويضمّ مدنا تاريخية ضاربة في القدم منها جزيرة الأحلام الأسطورية جربة، التي قذفت إليها الأمواج مراكب أوليس أو أوديسيوس الإغريقي بعد معركة طروادة، واضطر لوضع الشمع بمعية صحبه حتى لا يُفتن فيها بغناء عرائس البحر.
وهناك أيضا أرخبيل قرقنة مسقط رأس الزعيم التونسي النقابي فرحات حشاد، وكذا أرخبيل جالطة في أقصى شمال البلاد الذي نفي فيه الزعيم الحبيب بورقيبة خلال المرحلة الاستعمارية.
المجال، وذلك بالنظر إلى جمال هذه الجزر وما يمكن ان تقدمه من منتوج سياحي يتعلق بالغوص والاستشفاء بالمياه المعدنية والأعشاب البرية والبحرية، ناهيك عن جمال الطبيعة من جبل وغابة صالحة للتخييم والتجوال والكتابة والرسم وبحر نظيف صاف ومبهر وشواطئ صخرية ورملية عذراء وهواء نقي إضافة إلى الآثار والتاريخ.
لقد تم الشروع في سنة 2006 في تنفيذ برنامج يتعلق بتنمية جزيرة جالطة وتطويرها بتمويل من الصندوق الفرنسي للبيئة العالمية ويتعلق المشروع بالحفاظ على المحمية الطبيعية، بما تضمه من حيوانات ونباتات نادرة، وتطوير السياحة البيئية من جهة، ودعم جهود الدولة التونسية لإعمار جزر الأرخبيل من خلال تطوير البنية التحتية من طرقات ومسالك وممرات من جهة أخرى.
كما يتضمن ترميم المباني التي كان يقطنها الإيطاليون خصوصا المساكن والكنيسة والمدرسة. ويتضمن أيضا ترميم باقي المباني ذات الطابع التاريخي والتراثي وحسن استغلال المياه الجوفية وتجميع مياه الأمطار باعتبار أن التساقطات هامة في تلك الربوع التي تهب عليها رياح شمالية غربية متوسطية.
فهذه المباني يمكن أن توفر طاقة إيواء هامة للزائرين من السياح وغيرهم، وتجميع المياه سيمكن من توفير مخزون هام لهم على مدار العام حيث من المتوقع أن تتزايد أعدادهم. فتطوير النشاط السياحي يقتضي تحسين البنية التحتية والزيادة في القدرة على الإيواء إضافة إلى مستلزمات الحياة من ماء وغذاء وغيره.
كما تضمن المشروع إنشاء مركز لإقامة البحارة من غير القاطنين في الجزيرة حتى تتحول جالطة إلى مقصد لهؤلاء البحارة لاسترداد الأنفاس في عرض البحر ويساهم ترددهم على الأرخبيل في خلق حركة اقتصادية ومواطن شغل جديدة للمقيمين أو للقادمين من خارجها.
وأخير يتضمن المشروع ورشة لإصلاح القوارب نظرا لأهمتها في النقل البحري ولفك عزلة جزر الأرخبيل الذي تم التخطيط لتطويره وإدخاله في الحركة الاقتصادية.
لكن هذا المشروع يبدو أنه تعطل بسبب الظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011 كما عديد المشاريع الأخرى مثل مشروع إعمار واستغلال جزيرة زمبرة الواقعة قبالة سواحل الوطن القبلي وذلك من قبل مستثمرين يابانيين.
وهي مشاريع لو كتب لها أن ترى النور لغيرت الكثير في الخريطة السياحية للبلاد من خلال مساهمتها في مزيد تنويع المنتوج السياحي الذي يتضمن سياحة البحر والشواطئ والعلاج والتداوي والمخيمات في الجبال والغابات والسياحة الصحراوية والثقافية والأثرية والتاريخية وسياحة التسوق والمؤتمرات والسياحة البيئية التي كانت ستتدعم من خلال الاستثمار في الجزر.
الفيديو :
Tags:
متفرقات