صانع المحتوى خبيب الجبابلي يروي بتأثر كبير عن تفاصيل تعرّضه لمظلمة :"محامي دخلني للحبس وتبلّى عليا"


 

“امنيتي في الحياة شباك نلونو بالالوان بلاح وإن شاء الله نوصل نلونو كيف ما نحب.. مش بش نبكي.. إن شاء الفيديو توصل كيف ما حسيتها”، كلمات موجعة لفظها صانع المحتوى التونسي خبيب الجبابلي وهو يغالب دمعه.



وليس أشد وجعا من أن تقطع الطريق على دمعك، فالدموع تريح النفس ولكن يبدو أن “خبيب” مازال يتخبط في ما عايشه حتى أنه شبّاكه صار شاحبا بلا ألوان لكن الجميل أنه لن يتخلى عن تلوينه كما يريد.




“ان شاء الله نجم نعاود نلونو الشباك” كان هذا عنوان الفيديو الذي نشره خبيب الجبابلي على مواقع التواصل الاجتماعي ليتذكر ما مرّ به وليذكرنا أن للظلم وجوها كثيرة وأننا غالبا ما نخسر معاركنا إن كان خصمنا نافذا.




الحادثة، وفق خبيب، تعود إلى العام الماضي وهي موثقة بالصور والوثائق، قرر الحديث عنها بعد سنة ليطمئن قلبه، كان ذلك ذات 29 أفريل حيث غادر راديو موزاييك بحثا عن مكان يتناول فيه “صندويتش” لكنه لم يكن يعلم أنه سيتناول صفعة من شخص “نافذ”.




في البدء لم يكن الأمر خارقا للعادة فالبعض يظن أن الطرقات على ملكه ويقطع الطريق متى شاء ولكن حينما تتكرر نفس الممارسة سيتحول الأمر قطعا إلى مشادة تكون في البدء كلامية وقد تتطور فيما بعد.



حسب رواية “خبيب” حينما كرر “النافذ” قطع الطريق عليه وإثر مناوشة لفظية غادر سيارته ومد يده من شباك السيارة وصفعه ليرد الصفعة ويثأر لنفسه قبل أن يتدخل بعض الحضور لوضع حد للخصام ويحضر الأمن.



مع حضور الأمن وحجز بطاقة تعريفه الوطنية واصطحابه في سيارة الشرطة تحولت كل مجريات الأحداث وعرف “خبيب” أنه يخوض “حربا خاسرة” ترسخت حينما توشح معصمه بالأصفاد وحينما أنكر “النافذ” أنه ضربه رغم وجود شهود.



وبإذن من النيابة العمومية بالاحتفاظ فشهادة طبية بخمسة أيام ثم ترحيل إلى بوشوشة حيث تمر من آلة رمادية تحاكي ما بات عليه لون نافذة خبيب الجبالي في تلك اللحظة ونافذة كل من يتابعه واستمع إلى حكايته بقلبه.




تفتيش، حصول على غطاء وحاشية وترقب لليل والنهار من شباك صغير تواصل مع التمديد في مدة الاحتفاظ من يوم السبت 29 أفريل 2023 إلى غرة ماي قبل عرض الأمر على وكيل الجمهورية الذي شجب ما حصل معه، وفق قول خبيب، ومده بطرف خيط الأمل قبل أن ينقطع من جديد.



لم ينكر خبيب أنه أخطأ حينما رد على العنف بالعنف ولكنه لم يكن المبادر وكل ما طلبه هو الاستماع إلى الشهود والعودة إلى كاميرا المراقبة ولكن يبدو أن الأمر كان محسوما منذ البداية.




“غاضتني من تونس كنت نجم.. مربع صغير نشوفو بالألوان” قاسمة هذه الجملة تشعر معها وكأنك تحمل أطنانا من الحجارة على كتفيك، موجعة لأنها تعبر عما يشعر به الكثيرون ممن يحلمون بالتغيير، أولئك الذين يحملون في دواخلهم أطفالا يعشقون تلوين العتمة.




في الطريق إلى السجن فصل آخر يرويه خبيب الجبابلي في محاولة لنسيان الأحاسيس التي انتابته وربما لم يكن يعلم أن سرت إلينا وتملكتنا حتى عشنا معه انفجاره بالبكاء حينما طلبوا اسم امه في السجن وكيف طلب منها العفو على هذا الموقف.



كل المودعين في السجن يحلقون رؤوسهم بنفس آلة الحلاقة، وفق شهادته، حتى أنه تعرض إلى نوع من الحساسية سببت له طفحا في جلدة رأسه، أشياء قال إنها مضحكة ولكنه في نفس الآن قال إنه يتمالك نفسه عن البكاء.




مع هذا الشباب الذي لم تحجب الدموع المترقرقة في عينه نظرة الأمل ولم يكسره الظلم عشنا رحلة البحث عن محام تقف في مواجهة “النافذ” ولم يكن الأمر سهلا إذ تملصت المحامية الأولى من واجبها بعد الاتفاق، وفق قوله، حتى العثور على المحامية “سكينة” .




بعد تأجيل جلسة الحكم، أسقط “النافذ” حقه وأفرج عن قفل الزنزانة بعد أن لقن “خبيب” درسا وفق ما أوهمت له نفسه المريضة قطعا وإن باتت أمنية خبيب الجبابلي قيام الساعة ليشتكي خصمه إلى الله بعد أن خذله قاضي الأرض فإنه قطعا سيعيد تلوين النافذة رغم أنف “النافذ” لأنها نافذتنا جميعا نحن المظلومون بطرق مختلفة !



الفيديو :

أحدث أقدم