مع هيمنة البذور الموردة والهجينة على مجال إنتاج الحبوب في تونس، وما رافق ذلك من عديد التحذيرات بفقدان تونس لبذورها ما يعني فقدانها لسيادتها وأمنها الغذائي، تمكن الفلاح التونسي حسن الشتيوي بمجهوده الفردي من جمع 67 بذرة تونسية اصيلة ونادرة.
وحسن الشتيوي هو يملك ضيعة فلاحية بمنطقة برج العامري بولاية منوبة وعصامي التكوين في المجال الفلاحي ولم يسبق له أن التحق بأكاديمية أو مركز متخصص في المجال الفلاحي، غير أن تجربته العملية في الأرض وعلاقته الحميمة بالقمح والشعير جعلتاه رائدا في مجال البذور المحلية التي بوسعها أن تمنح البلاد أمنها الغذائي.
واكد حسن الشتيوي في تصريح إذاعي أنه تمكّن من جمع الحبوب والمشاتل على امتداد 25 سنة من البحث وأنه كان يزرعها في مقاسم في ضيعته الفلاحية.
ويقول الشتوي ان البذور التونسية الاصيلة هي بذور متأقلمة مع طقس تونس وذات جودة على ولها قدرة هامة على مجابهة الظروف المناخية الصعبة، واذا تم احسان التعامل معها فان لها قدرة انتاجية هامة.
ويضيف الشتيوي انه ومنذ التسعينات بدأت البذور الاجنبية الموردة في غزو الحقول الفلاحية التونسية، وان الادعاءات بان البذور الاجنبية لها قدرة انتاجية اكبرت اغرت الفلاحيين التونسيين غير ان التجربة بينت ان البذور التونسية افضل من حيث مقاومة الامراض والظروف الطبيعية القاسية وقلة الامطار، كما ان البذور التونسية قادرة على تقديم محصول دون الحاجة الى المبيدات والادوية والاسمدة في حين ان البذور الموردة هشة وتتطلب الاسمدة والادوية لتوفير الانتاج مما يكلف الفلاح تكاليف اضافية باهضة.
وبالنسبة للشتيوي فان الاخطر من ضعف وهجانة البذور الموردة، هو تهديد هذه البذور للسيادة الوطنية الغذائية، لان فقدان البذور التونسية عبر الزمن سيجعلنا في تبعية تامة للبذور الموردة ما يعني ان انتاجنا سيصبح تحت رحمة دول اخرى.
وبين حسن الشتوي ان من اندر انواع البذور التي قام بجمعها هي بذور الروماني وبذور البركة وشعير النيبي وقمح الحديقة (قمح اكتشفه ولم يعرف اسمه فاطلق عليه اسم قمح الحديقة).
وشدد حسن الشتوي على ضرورة ان يعي الجميع بخطورة انقراض وفقدان بذورنا التونسية وبأهمية ان نعود لإنتاج ببذورنا والسعي الي تطويرها وتطوير انتاجها عوض الركض خلف البذور الموردة التي صرت تتهدد اجيال المستقبل وتهدد امن تونس وسيادتها الغذائية.
وأفادت منظمة تونس تنتج في بيان لها أنه وقع الانطلاق في عملية إحياء و زراعة 67 نوعًا من القمح التونسي الأصيل ، لم تزرع منذ اكثر من 100سنة، بمنصة إكثار البذور المحلية بمنطقة عين الكرمة من معتمدية تمغزة بالشراكة مع بنك الجينات و متابعة ادارة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية التنمية الفلاحية بتوزر.
وتم ذلك في إطار التشجيع على استخدام البذور المحلية المتوارثة في الزراعات الكبرى وتحسين أنواع أخرى من البذور للاستغناء عن الهجينة المستوردة و المعدلة جينيًا.
حيث تمت زراعة 5 أنواع من البذور التونسية الأصيلة على مساحة 5 هكتارات وسيتم لاحقًا توزيعها مجانا بعد حصدها على الفلاحين.
وافادت منظمة تونس تنتج أن الفكرة في هذا المشروع تعود للسيد حسن الشتيوي وبتجسيد وتوفير الضيعة من السيد عمر الأحمدي.
يقول الشتيوي كنت أتابع الحبوب وأرقبها وأسعى لإدخال بعض التغييرات عليها عبر ابتكار آليات للتلقيح بين بذور القمح والشعير وهو ما ساعدني على إنتاج “حبة الشتوي” مشددا على صعوبة المهام التي يقوم بها والمتمثلة في تهيئة بذرة واحدة تنبت 86 سنبلة في وقت يبلغ فيه المعدل العادي للحبوب بين تسع وعشر سنابل لكل حبة.
ويوضح الشتيوي أن حبة أبوبكر البركة بذرة برية غير معروفة اكتشفها صدفة وكانت مطمورة في كوم من التربة، وأن الفضول المعرفي دفعه لرعايتها ومراقبتها قبل أن يكتشف أنها تنتج ما يفوق 190 سنبلة، وأنها تتميز بجذور شبيهة بجذور البقوليات.
الفيديو :