عندما خططت الشابة التونسية كوثر الرجباني لإطلاق مشروعها الخاص الأول في حياتها لتربية الأسماك في الصحراء، كان أكثر ردود الفعل من حولها مشوبا بالدهشة والسخرية.
تدرس كوثر في مدينة بنزرت أقصى شمال البلاد في المعهد العالي لتربية الأسماك ولكن خططها المستقبلية كانت تقوم على إطلاق مشروعها في بداية حياتها المهنية في جهة بني خداش التابعة لولاية مدنين في جنوب البلاد.
تبعد بنزرت عن بني خداش الواقعة في منطقة جبلية على أطراف الصحراء في الجنوب مسافة لا تقل عن 500 كيلومتر، ومع ذلك فإن حلم كوثر هو أن يكون مشروعها في مسقط رأسها.
طريق مغاير :
اختارت كوثر الرجباني طريقا مغايرا للسائد، فعلى العكس مما خططت له فإن معظم المشاريع الخاصة بتربية الأسماك ممتدة على طول السواحل التونسية ومن بينها بحيرة بوغرارة في ولاية مدنين نفسها، من بين حوالي 25 مزرعة بحرية منتشرة على طول السواحل.
وهذا المشروع الخاص بإنشاء أحواض مائية في البر هو الأول من نوعه في مدنين وفي أنحاء البلاد. وتدرك كوثر أن هذه الخطوة تمثل تحديا مضاعفا بالنسبة لها من أجل النجاح.
وتقول كوثر الرجباني لوكالة الأنباء الألمانية، “يملك أحد أقربائي مزرعة في بني خداش، وهذا ما شجعني على إطلاق المشروع لتربية الأسماك في مياه عذبة على البر. وقد أثار المشروع في البداية دهشة الجميع ولكن مع وجود البنية التحتية وإمكانية إنتاج أسماك قادرة على التعايش مع الحرارة فإن الفكرة ليست مستحيلة”.
وعلى الرغم من صعوبة هذا العمل، فان كوثر قررت أن تتحدى جميع الصعوبات، وشمرت على سواعدها لتعمل بشكل يومي في أحواض تربية الاسماك سعيا لتطوير مشروعها الصغير حيث اشارت الى أن أكثر العوائق التي اعترضتها في مشوارها المهني هي بيروقراطية وإجراءات الحصول على الرخصة وان مشروعها بحد ذاته كان مخاطرة لذلك فضلت بأن تكون الانطلاقة بكميات محدودة لا تتجاوز ألف سمكة، بالتوازي مع اعدادا لرسالة الماجستير في تخصصها وفق قولها.
وأضافت كوثر بانها تقوم بصناعة الغذاء الخاص بالأسماك بنفسها من مكونات طبيعية حتى لا تتضرر الأسماك ولا المستهلك أيضا”.
وبخصوص التسويق تقول كوثر انها تفضل التعامل أكثر مع المؤسسات والبيع بالجملة على غرار المؤسسات الاستشفائية والثكنات وقد وجدت قبولا وترحيبا لمنتجاتها على حد قولها.
وتتابع في حديثها “الآن بدأت الأنباء عن الأسماك بالانتشار شيئا فشيئا مع المتعاملين الخواص، ويأتي الناس مباشرة إلى الضيعة للشراء”.
الفيديو :