قصة فيلم "أثينا" Athena .. يُلهم شباب الأحياء الشعبية في تونس خاصة بعد ماحدث مع الشاب "مالك السليمي" ! (فيديو)

قصة فيلم "أثينا" Athena .. يُلهم شباب الأحياء الشعبية في تونس خاصة بعد ماحدث مع الشاب "مالك السليمي" ! (فيديو)

قصة_فيلم_athena_يُلهم_شباب_الأحياء_الشعبية_في_تونس
قصة فيلم أثينا athena .. يُلهم شباب الأحياء الشعبية في تونس



عرضت منصة نتفليكس مؤخرًا الفيلم الفرنسي "أثينا" (Athena) من إخراج رومان غافراس، الذي كان أحد أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي.


فاز الفيلم بجائزتين من البندقية: "آرك سينما جيوفاني" (Arca Cinema Giovani Award) واليونيسيف، ونال إعجاب النقاد بمعدل 82% على موقع "الطماطم الفاسدة".


يناقش فيلم "أثينا" قضية مهمة يتناساها كثيرون عندما يتحدثون عن جمال باريس عاصمة النور الفرنسية، وهي أزمة العنصرية ضد الملونين عموما والمسلمين خاصة 



تبدأ أحداث الفيلم بالمؤتمر الصحفي الذي تلا مقتل مراهق فرنسي من أصل عربي يدعى "إيدير"، وانتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر أن القتلة عناصر في الشرطة الفرنسية.


يحاول المؤتمر تقليل حالة التوتر بين الحضور، لكن الغضب يتصاعد سريعا ليخرج من عقاله، ويعتدي أخو القتيل "كريم" -الذي أقدم مع مجموعة من شباب حي "أثينا"- على الشرطة، واستولى على أسلحتهم، ويعود ليتحصن بمنازل المنطقة، ويشعل "حربًا أهلية"، لا تلبث أن تنتقل إلى مناطق أخرى، وتتحول إلى ثورة ضد العنصرية على أصحاب الأصول العربية والمسلمين والملونين في باريس وغيرها من المدن.


يتضح سريعًا أن هناك صراعا داخليا؛ فبالإضافة إلى الحرب بين الثوار والشرطة، يتبيّن أن عائلة القتيل تتكون من 4 أخوات: الأصغر المتوفى إيدير، ثم كريم الثائر، و"عبدل؛ بطل الجيش الفرنسي الذي يفخر به بعض أهله، في حين يشعر آخرون بالخيانة لهذه العلاقة مع "العدو". أما الأخ الأخير فهو تاجر مخدرات متواطئ مع أي شخص يكسب عبره المال.



.يصبح الأخوان عبدل وكريم على جانبين متضادين من خط النار؛ فكريم لن يقبل سوى الثأر وتسليم ضباط الشرطة الذين قتلوا أخيه، في حين يؤمن الآخر بسردية الشرطة التي تفترض أن الحادث تم على يد مجموعة يمينية متطرفة تهدف إلى إثارة البلبلة وتعادي من الأساس المهاجرين حتى من الأجيال الثالثة والرابعة الذين ولدوا وعاشوا على أرض فرنسا طوال حياتهم وحياة أجدادهم بوصفهم "آخر" يسرق قوتهم.



شهدت بعض المناطق والاحياء الشعبية المجاورة في العاصمة تونس احتجاجات لليلة متوصلة، وذلك خلال الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء 17 و18 أكتوبر2022. 



وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفية وفاة شاب من أبناء الجهة وهو مالك السليمي (24 سنة)، الخميس 13 من الشهر الجاري، متأثرًا بإصابات جرّاء اعتداءات بالعنف تعرّض لها منذ شهر ونصف من قبل أمنيين، وفق ما أكده أفراد من عائلته وشهود عيان.


وأحرقت مجموعة من الشباب المحتج الإطارات المطاطية وألقوا زجاجات حارقة "مولوتوف" وألعاب نارية خطيرة على الشرطة . 


فيما هاجمت قوات الحرس الوطني المحتجين وأطلقت صوبهم الغاز المسيل للدموع والطلقات الصوتية لتفريقهم، ووصف شهود عيان مواجهة الليلة بـ"القوية"،بحسب ما تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي.


ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور لما يحصل من مواجهات ومعارك بين المتظاهرين والشرطة عليها أغاني واقتباسات من فيلم "أثينا" Athena


أحداث فيلم athena وكأنه يحكي قصة ما تعيشه الأحياء الشعبية بتونس أحداث متطابقة و تفاصيل شبه متشابهة لما يحدث اليوم ...


 

 خلفيات قصة فيلم "أثينا" Athena عندما تتحدث الكاميرا 


بالعودة إلى الرؤية السينمائية لفيلم "أثينا"، فقد شارك في كتابة السيناريو المخرج والمؤلف "لادج لي" الذي صنع اسمه بفيلم واحد فقط بعنوان "البؤساء" (Les Misérables)، وبمقارنة سريعة بين الفيلمين نكتشف أن بصمة "لي" في فيلم "أثينا" ربما تكون أقوى حتى من المخرج الفعلي؛ فكلا العملين دارت أحداثهما في النطاق نفسه والتسلسل ذاته تقريبًا، حادثة ضد فرنسي من أصل غير أوروبي والجاني المشتبه فيه هو الشرطة، مما يؤدي إلى تصاعد موجات من العنف السريع، وحرب أشبه ما تكون بحرب العصابات، وتضع شخصيات الفيلم تحت ضغط يجعلهم يعيدون اكتشاف ذواتهم وانتماءاتهم الحقيقية.

فالشرطي الأسمر من فيلم "البؤساء" الذي ظل يحارب المتمردين طوال العمل، نكتشف مع الخاتمة أنه مسلم، أي أنه كان يحارب ضد أبناء دينه وعرقه، ربما لأن مبادئه تميل مع الفئة التي يمثلها عمله. أما في "أثينا" فيمر عبدل (بطل الجيش الذي تقلد الأوسمة بسبب شجاعته) بالصراع ذاته، ويظل طوال الأحداث في جانب الشرطة، ولكن يراوده الشك، هل قام بالفعل الصحيح؟

أما المخرج "رومان غافراس" فظهرت بصمته بشكل أكبر في جانبين أساسيين: الأول هو العنف الذي ساد الفيلم، وهي السمة الغالبة على أعماله السابقة حتى الفيديوهات الغنائية التي أخرجها لمشاهير مثل "كانييه ويست". أما الأثر الثاني فبرز في استخدامه المتميز للمونتاج وحركة الكاميرا. في المعتاد -خاصة في أفلام الحركة- تكثر القطعات المونتاجية، لأنها من جانب تزيد سرعة الأحداث والزخم الخاص بها، ومن الناحية الثانية تكون أسهل في عملية التصوير؛ فبدلًا من التصوير عدة دقائق، يتم تقطيع المشهد الواحد عشرات اللقطات القصيرة التي يسهل التدرب عليها.

يعيب فيلم "أثينا" لقطة النهاية التي وضع فيها صناعه إجابة على كل الأسئلة؛ بما لا يدع أي مجال للتأويل من المشاهد، ولكن العمل في النهاية يعد تجربة مهمة لإلقاء الضوء على الوجه الآخر لباريس، الذي ربما يكون مظلما أكثر من أشد كوابيسنا وحشية.

 
 buzznewstunisia.tn
أحدث أقدم