مخرج ''حرقة harga ''... صدمنا التوانسة بمشاهد موجعة |
حقق المسلسل التونسي "حرقة" الذي يتضمن 21 حلقة، نسب مشاهدة عالية في شهر رمضان.
ويحمل المسلسل طرحا دراميا دقيقا لقضية الهجرة غير النظامية وما تخلفه من حُرقة ولوعة في قلوب أهالي الضحايا.
المسلسل يعالج قضية الهجرة غير النظامية التي تطورت بشكل كبير في العشر سنوات الأخيرة في تونس بسبب انسداد الأفق في وجه الشباب المعطل عن العمل الذين يتخذون القوارب وسيلة للسفر، لتحقيق أحلامهم في الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
ويجسد المسلسل مسار رحلة صعبة نحو المجهول يخطوها شباب لجأوا لقوارب الموت هربا من ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة تواجههم في تونس، ويطرح بطريقة تراجيدية معاناة العائلات التي تفقد أبناءها ليتحول حلمهم المنشود إلى كابوس مظلم.
ويحاكي المسلسل اللغة السينمائية من حيث البناء الدرامي المتكامل والمتسلسل، وطريقة تصويره المتميزة، علاوة على قوة الإخراج وجودة الأداء والإنتاج ليؤسس لمدرسة جديدة في عالم الدراما التونسية.
كاميرا المخرج الأسعد الوسلاتي أبرزت آلام التونسيين بأدق تفاصيلها ووجهت أصابع الاتهام بطريقة مباشرة للأيادي المرتعشة التي تولت السلطة في تونس خلال العشر سنوات الأخيرة، ونقلت واقع فئات من التونسيين التي تعاني من الفقر، والبطالة، والعنصرية، وتشكو من طغيان الفساد، دون تجميل.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال الأسعد الوسلاتي مخرج العمل إنه اعتمد في المسلسل على مزج الواقعية مع الروائي والوثائقي في طريقة عملية التصوير حيث أنه جعل من أشخاص عاشوا تجربة الهجرة غير النظامية من المهاجرين وعائلاتهم يشاركون في هذا العمل الدرامي ليمنحوا المسلسل جانبا كبيرا من المصداقية، وكشف أنه اختار تقديم مشاهد مؤلمة كي يصدم الجمهور ويجعله يتوقف عن سلك طريق الموت من أجل أحلام وهمية يمكنها أن تحقق كما يمكنها أن تجعله طعاما للأسماك.